الثلاثاء، 30 يوليو 2013

لـــقـــاء الـــقــطــار







كما أفعل كل يوم منذ زمن طويل استيقظت من نومى على صوت الآذان الخاص بالمسجد القريب من بيتنا

وصوت هذا الديك الساكن فوق سطح جارتى تهانى

وصوت الجلبه التى تحدثها أمى فى المطبخ لاعداد الحليب لنا 

توضأت وصليت فرضى قبلت يد أمى وبنظرة رضا منها رددت دعواتها التى أعشقها 

أخذت حقيبتى وتوجهت لركوب القطار المتهالك الذى هده الزمن 

وأصابه صغار قريتنا بالمرض من كثرة شقاوتهم وكتابتهم على كراسيه الجلديه القديمه 

وقشر اللب الذى يملء أركانه 

وهذا الشباك الذى كسره أحمد ابن عم حسين البقال انتقاما من فوزى الشحات عندما قال له أنه بخيل زى أبوه 

ركبت القطار ولسانى يتمتم بالأذكار كنت معتاده على الركوب بنفس المكان يوميا

لم أغيره من زمن لدرجة أننى لا أتذكر أن كنت ركبت فى كرسى آخر من قبل 

الاّ تلك المره كان هناك من يشغل مقعدى 

صرخت بداخلى مكانى لكن مظهره يدل انه ليس من ابناء قريتى فتراجعت قليلا

ضممت حقيبتى وجلست بالكرسى المقابل دون أن ألقى تحيه 

كان يرتدى نظاره تهبه مظهر الجديه

كان مندمج فى القراءه كثيرا وكأنه لم يلمح وجودى من الأساس

لم أحاول اثارة انتباهه

عكس طبيعتى فدائما ما أحاول لفت انتباه من أمامى ربما أجد لديه حديث شيق يقتل الوقت 

حتى لا أشعر بطول سفرى وبرد القطار الصباحى 

جلست صامته أختلس نظرات الأستكشاف دون جديد

ظهر عم فتحى شااااااى ..... قهوه .... ينسووووووون ..... بسكوت .... بسكووووووت ..... مناديييييييل

هنا التفت اليه قائلا من فضلك قهوه مظبوطه وسألنى .... تشربى حاجه ؟ 

لخبطنى 

... لأ .... لأ ..... شكرا

انتظرت أن يفتح معى الحوار الذى أنتظره لكنه عاد الى أوراقه بهدوء 

شرب قهوته وأعاد الأوراق الى الحقيبة السوداء ووقف

ألقى التحيه ونزل فى المحطه التى تسبق محطتى بساعه كامله

وتركنى

لا أستطيع العوده الى الكرسى الذى اعتدت الجلوس به 

فبقيت مكانى

أنتظر محطتى الآتيه



                                                                                   إلهام عزت

هناك تعليقان (2):

  1. تحفــــــــــــــــــة...

    ردحذف
    الردود
    1. بالنسبالى جمالها فى إنها عجبتك يا موووون

      حذف