كما أفعل كل يوم منذ زمن طويل استيقظت من نومى على صوت الآذان الخاص بالمسجد القريب من بيتنا
وصوت هذا الديك الساكن فوق سطح جارتى تهانى
وصوت الجلبه التى تحدثها أمى فى المطبخ لاعداد الحليب لنا
توضأت وصليت فرضى قبلت يد أمى وبنظرة رضا منها رددت دعواتها التى أعشقها
أخذت حقيبتى وتوجهت لركوب القطار المتهالك الذى هده الزمن
وأصابه صغار قريتنا بالمرض من كثرة شقاوتهم وكتابتهم على كراسيه الجلديه القديمه
وقشر اللب الذى يملء أركانه
وهذا الشباك الذى كسره أحمد ابن عم حسين البقال انتقاما من فوزى الشحات عندما قال له أنه بخيل زى أبوه
ركبت القطار ولسانى يتمتم بالأذكار كنت معتاده على الركوب بنفس المكان يوميا
لم أغيره من زمن لدرجة أننى لا أتذكر أن كنت ركبت فى كرسى آخر من قبل
الاّ تلك المره كان هناك من يشغل مقعدى
صرخت بداخلى مكانى لكن مظهره يدل انه ليس من ابناء قريتى فتراجعت قليلا
ضممت حقيبتى وجلست بالكرسى المقابل دون أن ألقى تحيه
كان يرتدى نظاره تهبه مظهر الجديه
كان مندمج فى القراءه كثيرا وكأنه لم يلمح وجودى من الأساس
لم أحاول اثارة انتباهه
عكس طبيعتى فدائما ما أحاول لفت انتباه من أمامى ربما أجد لديه حديث شيق يقتل الوقت
حتى لا أشعر بطول سفرى وبرد القطار الصباحى
جلست صامته أختلس نظرات الأستكشاف دون جديد
ظهر عم فتحى شااااااى ..... قهوه .... ينسووووووون ..... بسكوت .... بسكووووووت ..... مناديييييييل
هنا التفت اليه قائلا من فضلك قهوه مظبوطه وسألنى .... تشربى حاجه ؟
لخبطنى
... لأ .... لأ ..... شكرا
انتظرت أن يفتح معى الحوار الذى أنتظره لكنه عاد الى أوراقه بهدوء
شرب قهوته وأعاد الأوراق الى الحقيبة السوداء ووقف
ألقى التحيه ونزل فى المحطه التى تسبق محطتى بساعه كامله
وتركنى
لا أستطيع العوده الى الكرسى الذى اعتدت الجلوس به
فبقيت مكانى
أنتظر محطتى الآتيه
إلهام عزت
تحفــــــــــــــــــة...
ردحذفبالنسبالى جمالها فى إنها عجبتك يا موووون
حذف